تقع مدينة اريدو في أقصى الجنوب ، على نحو 40 كم إلى الغرب من مدينة الناصرية وتعرف أطلالها باسم ( أبو شهرين) ..نقبت فيها مديرية الآثار العراقية ، وكشفت عن 18 طبقة في منطقة المعابد تحت الزقورة . وقد خصصت هذه المعابد لعبادة اله البحار ( المياه ) (( انكي)
ومن خلال دراسة الفخاريات المكتشفة تبين انها تمثل فترة حضارية جديدة ، تعرف لأول مرة في القسم الجنوبي ، وزمنها في الألف الخامس قبل الميلاد..في سلالة أور الأولى وعدد ملوكها 5 حكموا 177 سنة منهم من شيد معبدا ضخما للالهه ( ننخرساك ) وتتكون واجهة المعبد من نقوش من الحجر والصدف والقير والنحاس وأعمدة من الفسيفساء ، ويعلو المعبد لوح كبير من النحاس يمثل الطائر الأسطوري (( أمد كود ) وهو موجود في المتحف البريطاني .وفي سلالة أور الثالثة ، والتي أسسها الأمير الشهير ( اورنمو ) وقد بلغ عدد ملوكها 5 حكموا أكثر من 100 عام هذه السلالة عمرت المدينة وتقدمت بها الحضارة تقدم محسوس وانتشرت فيها المعارف، من علوم وآداب وفنون وقد وحد اورنمو العراق ومن ثم فرغ نفسه ، إلى تشييد المعابد وقد ابتكر طريقة الزقورة العالية وهي موجودة الآن في مدينة أور ..وفنون العمارة في بلاد الرافدين ، مؤسسة ضمن منظومة ليست لديها محدودية تاريخية بالرغم من أن بناء الزقورات يبدو شكلا جديدا في التشييد ، ولكن هناك نوع من التأكيدات لها رؤية خاصة ، في تحديد مرجعية وهوية فنون العمارة الرافدينية ، فهذا الأمر يتعلق بالوجود الإنساني وميل واضح من الملوك في أن يتم تأسيس مقتربات ضمن نظام مألوف لا يتجاوز قوانين الخلق الأخرى والمحكومة بدائرة المعتقد الديني ، حيث جعل لها امتياز خاص هو وجود المقاييس الجمالية للبناء المشيد ، وأشكال البناء العمودي ذات السلالم ومن مختلف الجهات وبالتأكيد ان رضا الالهه هو العنصر المهيمن بالفكر أولا والإعداد المشيد من اجله البناء ثانياً.فنون العمارة هي صور عظيمة في تاريخ الفن ، لأنها ترينا العبقرية الرافدينية التي تنسج الحياة والفن والبناء ، والزقورات خلصت فنون العمارة من التشخيصية ، المعتمدة في بناء المعابد ومنازل الملوك والالهه، وجعلتها تتمتع بالصفة الأبدية ، ليتبلور معها فنون أخرى كالرسم ألجداري وفن النحت ألجداري ، الذي أعطى الجوهر المختفي لابتعاد كل الزوائد لان النظام الهندسي في البناء لايتحمل التفصيل ، وإنما هناك هندسية للبناء متبعة من قبل المهندس الرافد يني ، الذي اخذ الشهادة باستحقاق ، وفنون البناء للزقورات عقد نظام اقتراب مهم مع فنون تم تصديرها من أور الى ارض الرافدين ومن جاورها ليكون ، ضمن نظام هندسي مشترك كثف الخطاب الهندسي المرتبط ببنائية المربعات والمستطيلات ، ومن ثم عوامل الارتفاع المعروفة بالسلالم ، والعقلية الرافدينية كانت مبدعة ، في أن تجعل من مفاهيم الطبيعة قواعد ضبط ودقة في البناء ، حيث كان ملوكها يؤطرون أشكال البناء المعماري ، في مفاهيم النظام أو النسق ، هكذا كان تراصف المفردات البنائية كوحدة كلية لاتستطيع حتى المناهج التحليلية الجديدة بتفكيكها مطلقا .وهذه أور قنة تسلقتها الورود تتشكى من الذين مروا بها فلم تدري ماعسى أن يفعلو ، هنا الملك هنا يتمشى بين الشجر والغصون ، واليوم تعلو الرمال ليرقد الراحلون ، ارقدوا فابتسامة الفجر من أور بازغة ومراح الطيور ، فأهل الرافدين لايرحلون.
محمد العبيدي